مستخلص:
إن ارتباط علم التفسير وعلم القراءات أمر لابد منه؛ فإن معرفة المفسِّر للقراءات من أساسيات علم التفسير، وكثير من المفسرين كانوا قرَّاء، وعُنوا بإيراد القراءات في تفاسيرهم وقاموا بتوضيحها وتوجيهها، ومن هؤلاء الفضلاء الإمام النيسابوري في تفسيره المسمى (غرائب القرآن ورغائب الفرقان)، وتهدف هذه الدراسة إلى عرض القراءات القرآنية المتواترة في تفسير الإمام النيسابوري، من أول سورة يوسف (عليه السلام) حتى آخر سورة النحل، تناولت الدراسة مدخل إلى علم القراءات القرآنية بإيجاز، والتعريف بعلم القراءات وعلاقتها بالأحرف السبعة، وتوقيفية القراءات، وضوابط قبولها، وعلاقة علم التفسير بعلم القراءات القرآنية، وأثر اختلاف القراءات في فهم النص القرآني، وتناولت الدراسة كذلك التعريف بالإمام النيسابوري وتفسيره، ومنهجه في التفسير وكيفية عرضه للقراءات القرآنية المتواترة وتوجيهها، كما تضمنت الدراسة نقدًا لهذا العرض، واقتضت طبيعة الدراسة سلوك المنهج الاستقرائي لتتبع القراءات القرآنية الموجودة في التفسير، والمنهج الوصفي التحليلي لدراسة هذه القراءات وعزوها إلى أصحابها وتوجيهها، والمنهج الإستنباطي لبيان المتواتر من الشاذ ، وتضمن البحث نقد لطريقة عرض الإمام للقراءات وتوجيهها، ومن أهم نتائج الدراسة؛ توضيح أن أهمية اختلاف القراءات ينبع من تنوُّع الألفاظ، وبالتالي تتنوع المعاني، كتاب الإمام النيسابوري بالرغم أنه كتاب تفسير، إلا أنه حوى الكثير من الفوائد والغرائب في شتى الفنون؛ كالقراءات، والوقف والابتداء، وأسباب النزول، ثم اللغة والبلاغة والنحو، وكذلك الفقه والعقيدة وعلم الكلام.